الأربعاء، 21 ديسمبر 2016

مقتل سفير أعزل ليس عمل بطولي...



وقعت أحداث متتالية جعلتني أتسائل عن مدى عقلانية و وعي العقل العربي و المسلم. يبدو أن بحثنا العقيم عن مجدنا الضائع الذي سمعنا عنه منذ الصغر جعل بعضنا لا يفرق في اختياراته و أحكامه بين الغث و السمين.
يبدو أن تغلغل فكرة أننا ضحية العالم الغربي و مؤامراته التي سببت انحطاطنا و تاخرنا جعلتنا نصفق لعمليات الاغتيال بصفة اقل ما يقال عنها انها تكشف عن سذاجة و غباء و قلة نضج فكري. حادثة اغتيال السفير الروسي اندريه كارلوف من قبل الشاب التركي ذي 22 ربيعا كشفت مرة أخرى عن عقلية بالية و محزنة، إذ كيف لأشخاص وهبوا نعمة العقل و الفكر أن يفرحوا لهذه الحادثة الشنيعة و المخجلة بل يجدون الحجج و البراهين لتبرير شعورهم بالغبطة. 
كيف يكنون قاتلا بأنه رجل و الرجال قليل بل و يسمون مقتل السفير الروسي الأعزل انتقاما عادلا لحلب.الأدهى من ذلك أن هؤلاء يصدقون أن فعلا كهذا هو فعل يرتبط بالاسلام و مرضاة لله و للرسول. ألا يدرك هؤلاء المبتهجون ان مكانة السفير في الاسلام محفوظة و سلامته هامة. ألا يرون أن قتل سفير أعزل بتلك الطريقة الغادرة و الجبانة في حد ذاته معصية و ذنب عظيم و تشويه لدين الله. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق